الحيرة الإجبارية

الحيرة الإجبارية والتصلب الوجودي من وجهة نظر عامية!!

الحيرة الإجبارية :في مصطلح جديد إبتكرته من [الكيس]…لكن هذا المصطلح أقصد به واقع حقيقي أشرح فيه هذا المصطلح الجديد الذي أشعر أنه يعاني منه البعض في الآونة الأخير ولربما الكثير من الناس …لا أملك بيانات إستطلاعية لهذه المشكلة و لست خبيرا في الإحصاء وتحليله [أتمنى تعلمه في أقرب وقت]  ولا أجزم بغيبيات ولكن الإحساس العام المدعم بالتوجهات لمن حولنا من الأصدقاء وبعض التغريدات في تويتر التي لا تعتبر واقع كامل وأيضا لا تنسف وجود بعض المصابين بهذه المشكلة…ليست مرض إنما حالة نفسية بشكل رئيسي ناتجة عن عوامل مادية بالمقام الأول حسب إعتقادي ثم عوامل تنظيمية و إهتمام ترتيبي بالمقام الثاني.

 

يمكنك أن تختلف حول نسبة المسبب الأكثر منها لهذا الفايروس النفسي، لكن سوف تتفق معي بأن جميعها أسباب مؤثرة تصب في تعقيد الحالة أو حلها وتحررها من هذا الثقب الأسود.

 

مالذي أقصده بمصطلحي الخطير الأسطوري[من تواضع لله رفعه يامسلم] الذي أنشاته “الحيرة الإجبارية”:إستلهمت توصيف هذا المرض من وجود الإنسان في متاهة الحيرة التي لا يستطيع فيها إتخاذ قرار حازم على الرغم من وجود الخيارات بشكل واضح ...إذا ماهي المشكلة؟!

 

تأتي فترات على الأشخاص يخوضون فيها مرارة وثقل وصعوبات بالحياة تؤدي هذه الصعوبات لتغييرات وتصقيلات في روتين حياتنا و بعض قناعاتنا والتي بدورها عندما تكون تيارات التغير قوية في مواجهة الرغبات القوية تتعادل القوتين ..ويحدث عندها مايسمى بالحيرة الإجبارية …و هو التعادل الذي أعتبره هزيمة لهذا الشخص…حيث أن فوز تيارات التغير لصعوبات الحياة او فوز الرغبات هو إنتصار على كل الجانبين لمصلحة الشخص.

_

التصنيفات الرئيسية

إن العوامل الأساسية التي إستندت لها في هذا المقال إعتمدت بشكل كلي على الواقع الملموس وهي كالتالي…

تيار التغير بسبب صعوبات الحياة :

ويمثل ذلك وجود حاجة ملحة لأن أتعلم دروس في مجال معين(لا أحبه) يختص بالعمل حتى لا يتم إقصائي منه،وجود إيجار منزل نفقات معيشة غذاء وكساء وسيارة وفواتير إنترنت ومستشفى وغيرها .

رغبة الشخص وأمنياته في تحقيق هدف ما:

كمثال أرغب في أن أصبح محلل بيانات وأتعلم بايثون ولغة r وأحصل على ماجستير في علوم البيانات ودكتوراه في الذكاء الصناعي [كما في حالتي] أو أن اصبح خبير في التسويق او لاعب كرة قدم طبق عليها ماشئت من امثله.

الحالة المادية المستقرة:

تعني أنه موظف براتب ليس بالضرورة يحقق له الثراء ولكن يستطيع العيش بشكل متواضع في شقة متواضع يكفيه واهله قوت يومهم.

الحالة الغير مستقر ماديا:

تعني لا توجد لديه وظيفة حاليا ويعتمد على أهله او مقريبين أو أعمال شبه يوميه أو اسبوعية ليست مضمونة.
_

هنا الآن جدول يمثل تلك الحالات مع أوجه العوامل في مجمل إختلافتها

_
# الاستقرار المادي تيار مصاعب الحياة الرغبة والأحلام والطموح
1 مستقر قوي ضعيفة
2 مستقر ضعيف قوية
3 مستقر ضعيف ضعيفة
4 مستقر قوي قوية
5 لا قوي ضعيفة
6 لا ضعيف قوية
7 لا قوي قوية
8 لا ضعيف ضعيفة

الآن مع بعض الشرح وتمثيل الأشخاص مع وضعهم في تلك الحالات الإفتراضية وحسب فهمي المتواضع [على قدي] في الحياة العامة سأستنتج التالي:

الحالة رقم 1 :

ستجبرك التيارات القوية مع ضعف الرغبة على الإستمرار في وظيفتك الحالية لأن لا تفرط في مصدر دخل مضمون يؤمن معيشتك وهي المهمة هنا…فهنا لا توجد حيرة إجبارية والسبب التيارات القوية.

 

الحالة رقم 2 :
أنت هنا من المفترض أنك في أفضل الحالات ..حيث أن إستقرارك المادي وبسبب ضعف التيارات المعيشية والمصاريف …بشكل إفتراضي سوف تخلق لك رغبات قوية في التطوير وتحقيق رغباتك والتركيز عليها دون القلق بمصدر الدخل وقدرتك على الإنفاق.
ويستثنى من ذلك الأشخاص ممثلين بالحالة رقم 3.

 

الحالة رقم 3:
أسميهم في هذا المقال بالساكنين[من الهدوء]..هم أشخاص مكتفين ماديا في مواجهة تيارات التغير الضعيفة..لا توجد لديهم أعباء مادية وأيضا بحكم إما عدم وجود تحصيل علمي عالي يجذبهم لتطوير أنفسهم أو ما يفتح مداركهم لوجود فرص غير مستغلة تكون دعم لهم في استقرارهم المادي لأي طارئ قد يحدث مستقبلا (بالعامية مكتفين وماشين على البركة).

 

الحالة رقم 4:
فهنا نحن على مربط الفرس …حتى عند إستقرارك ماديا ..عندما تكون تيارات قوية والرغبات قوية ستتولد لديك حيرة إجبارية لن تسطيع بسببها الإكمال في رغباتك لأن تيارات التغيير القوية تحتم عليك أن تتخلى عن رغباتك لتتمكن من المحافظة عليها كما في المثال يتطلب عملك أن تكون مبرمج php او مسوق مميز او بائع مقنع…في المقابل انت ترغب في أن تصبح محلل بيانات أو فنان وترى أن مستقبلك مرسوم فيه بدقة …عندما تتصادم التيارات والرغبات القوية يخلق لنا مايعرف بإسم “الحيرة الإجبارية” وهو الثقب الأسود الذي لن تنجو منه إلا عندما تختلف أحد موازين العوامل وترجح واحدة على الأخرى…إلى حين ترجيحها ستكون في حالة من التصلب الوجودي لا تسطيع تطوير نفسك بالعمل ولا تحقيق رغباتك وأمنياتك ..فهنا نعزيك بأنك وقعت في الثقب الأسود …وهو الذي لا نتمناه لاي شخص بإذن الله.

 

الآن أصبحت الفكرة واضحة مع وجود الأمثلة وتطبيق العوامل…

 

الحالة رقم 5:
في الحالة رقم ٥ هي مشابه إلى حد مماثل الحالة رقم ١ إلا أن تيار التغير هنا سيكون × ٢ أي أنه مضاعف …عدم الإستقرار المادي مع ضعف الرغبة لن يجعلك تفكر كثير في حل غير أن تجد أي وظيفة تسدك وتكفيك على أن تكون عالة على أحد أو تنجرف لأمور سيئة.

 

الحالة رقم 6:
هنا الرغبة القوية المضاعفة بسبب العجز المادي قد تكون سبب في إنتشالك من الحضيض وتنقلك إلى الحالة رقم ٢.

 

الحالة رقم 7:
أنت هنا ناهيك عن أنك في منطقة الحيرة الإجبارية وهي تعادل التيارات والرغبات ..إلا أن عدم الإستقرار المادي قد يكون سلاح ذو حدين …فإما أن يدعمك في رغباتك وتنجح فيها فتستقر ماديا وتخرج من الثقب الاسود بسلام…وإما لا تنجح في مسار أمنياتك ورغباتك فتسقط في الثقب الأسود بلا رجعة وقد تنتحر لا قدر الله مع نقص الوازع الديني وتستسلم بشكل كامل للحياة وتكتب النهاية لقصتك.

 

الحالة رقم 8:
أما الحالة الاخير فهي الشخص الغير مبالي بالحياة ولا توجد لديه أي ذرة إهتمام أو حس أو مسؤولية …فلا مانع لديه أن يعيش على أكتاف الآخرين دون ذرة كرامة ..فهو يعيش لنفسه تماما وليس لديه أي هدف غير الأكل للعيش فقط..أين كان ذلك المصدر. من المفترض الان أن الفكرة أصبحت واضحة …وعليه يوجد فئة من رقم ٤  وهم محور الحدث لهذا المقال…لأني حاليا ككاتب لهذا المقال.. أصنف من هذه الفئة .

 

حسننا بعد كل هذا الشرح كيف نعالج او نخرج من هذا الثقب الأسود؟!

 

حسب توجهي وإعتقادي الخاص أن الاستقرار المادي أولا هو المهم …ترجيح كفة التيارات القوية عبر إستقرارك المادي الأساسي سيدعمك لاحقا في تحقيق رغباتك …متى ماتم إزال وتخفيف عبئ تيارات التغيير مع الأستقرار الماديي ستتولد لدينا الرغبة القوية باذن الله.

 

هل لدي خلطة سحرية أم أنني أتحدث في الهواء وأنظر دون حلول؟!

 

لست بساحر عزيزي…والمواقف والحالات تختلف ونسبها مختلفه وتياراتها وأوضاعها مختلفة أيضا ومتغيرة على الدوام…عليك الجلوس مع نفسك ومراجعة حياتك ورغباتك ووضعك الحالي ووضع خطة منظمة يكون فيها سد إحتياجك المالي لتيارات التغيير هو المهم أولا ..بعدها فكر في تحقيق الرغبات.

 

الحل الأخير هو المجازفة بكل شي لتحقيق الرغبات ولكن يجب عليك أن تنجح بلا محالة وإلا لن تنجو من الثقب الاسود الذي ستسقط فيه.

Hassan BazarahAuthor posts

Avatar

Bachelors MIS.. Web & Wordpress Admin.. Computer Maintenance Eng..Constant student and learner.. Love is an important element of life such as water

No comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *